كتب / مرسي جميل .
ومن خلال المتابعه المستمرة لذلك الشاب الفصيح عربيا ويحمل في لسانه فكر وثقافة متقدمه كثيرا عن اي إعلاميين عسكريين سابقين اشتهروا في العقود القديمه ، وكانت التيارات الشيعية تمتهن لغة الخطاب لكسب تعاطف الشارع المحلي والعربي في تحركاتها العسكريه وبرز في الثلاثين السنه الاخيره رموز تكررت وبنفس الاسلوب المعهود في سرد وتقييم الموقف العسكري لتلك الجماعات الميلشياويه و المتحدثين الرسميين للقوات العسكريه النظاميه اما بهيئة ناطق رسمي للقوات المسلحه او وزيرا للاعلام وناطق مخول في الدفاع عن السلطه اثناء المعارك وتقييم الاوضاع والخسائر لطرفي النزاع .
وفي التسعينات من القرن الماضي ابهر العالم العربي والغربي وزير الاعلام لدولة العراق / محمد سعيد الصحاف اثناء الدفاع عن جمهورية العراق من التحالف الاوربي الأمريكي ولعب دوراً كبيراً في رفع معنويات المقاتلين والشعب العراقي وكان لسان العراق الاول وركيزة الإعلام الحربي التي اعتمد العالم فصاحت لسانه وذكائه الكبير في طي الهزائم وتحويلها الى نصر من خلال صد اي شائعات حول اي خسائر في المعارك ، وكان الصحاف يهاجم أميركا بعبارات ما زالت حتى يومنا تتناقل بين العرب عندما وصف الجيش الامريكي بالعلوج “” ولم يستطع أحد إيجاد تفسير او ترجمه حرفيه لتلك الكلمه حتى أصبحت محور الاعلام العالمي والعربي واشتداد النقاش إعلامياً للوصول الى معنى الكلمه التي تكررت كثيرا في اثناء حرب عاصفه الصحراء .
لم يطول الأمر حتى ظهر زعيم حزب الله اللبناني قائد المليشيات الشيعية الثابعه لجمهورية أيران وكان يمتهن الخطابه والسرد للجموع المناصره للحزب واستطاع بفصاحه لسانه ولغة الاقناع من استقطاب الأقليات المسلمه من شريحه الدروز والعلويين والفاطميين والايزيديين والاشاورة وبعض من الصوفيه العرب المنتشرين في الجزيرة العربية من خلال تقديم دروس مباشره بين فين وأخرى وحتهم على الجهاد ونصرت إخوانهم المستضعفين في دولة فلسطين وكانت الشعبيه التي يتمتع بها زعيم حزب الله اللبناني تجعل منه مقدساً ومطاع وتنفد جميع أوامره عندما يأمرهم بالتبرع للحركه او الحزب او تقديم المتطوعين للالتحاق بمعسكرات تجنيد لتشكيل مقاومه وارسالها الى اي محور قتالي تشتعل فيه الحروب بين السنه والشيعى .
تسارعت الأحداث وابتداء الربيع العربي في الوطن العربي وبرز الرئيس الفنزويلي الاسبق هوغو تشافيز بتصاريح ناريه وعبارات هجوميه ، كان تشافيز ضد الحرب في سوريا واستمر في الخطابات التي اشغلت العالم لفتره من الزمن ولم يتوقف او يتوارى رغم الضغوط الأمريكية عليه وعلى بلده وتشديد والعقوبات الاقتصادين على بلده ودخوله في ازمه اقتصادية وتضخم كبير جعل من فنزويلا افقر بلد في اميركا اللاتينية بينما كانت من اغنى الدول ، استطاع تشافيز من هز العالم عندما صعد من اقصى أطراف العالم منددا عما يحدث في سوريا من تأمر على نظامها الحاكم و تخليدا لذكرى ذلك الزعيم اللاتيني تم انتاج فلم عن قصة حياته كاملا .
وبينما العالم مشغول بالتطورات التي لحقت الربيع العربي ودخول الانظمه الجديده الحاكمه في نفق التخبط من تكدسات الحروب والخلافات السياسية كان علي عبدالله صالح الرئيس اليمني يحاول البروز والظهور من خلال الاجتماعات الدوليه بلكنه عاميه يمنية وخطابات تخلوا تماما من ثقافة السياسيين والثوار الكبار ، حاول استراق الأضواء في تلك المرحله قبل الاطاحه به عبر لقاءات مباشره في قنوات فضائيه ولكنه فشل ولم يستطع الولوج الى ذلك العالم الذي يمتلى بالعقول و الأفكار المنعدمه لديه تماماً ، حتى ظهر من أعلى الجبال زعيم الحركه الحوثيية المدعو عبدالملك الحوثي “”
باول خطاب تلفزيوني بعد اجتياح العاصمه صنعاء مخاطبا التكتلات الحزبية وشيوخ القبائل بلغه فصيحه يمتهنها المثففين وكان يطمئن الشعب ويشد على سواعد أنصاره بالاستمرار في النضال وتحرير اليمن من حكم الاخوان المسلمين وإعادة الانظمه الملكيه في اليمن كما كانت قبل عام 1962 عندما حكم أجداده القدامه تحت سلطة الدوله المتوكليه الهاشميه فترة طويله من الزمن ،
وحقيقتا هناك استجابه وانصياع لذلك الزعيم من قبائل اليمن الشمالي فهم لم يجدوا الامن والامان في ضل الحكم الجمهوري ربما كان الدستور اليمني مصاغ على أوراق حكوميه ولكن من يحكم ويقيم الدستور الآخر اسرتيين اسرة الاحمر واسرة عفاش والشعب تاه وتخبط بينهما لذلك استطاع الحوثي من خلال الخطاب المبطن والوعود الرنانه برسم الاحلام الورديه لرجال القبائل الأميين والغير متعلمين وكان الشعب اليمني في شمال اليمن ياخد تلك اللقاءات والخطابات بمحمل الجد واعتبر الجميع بأن عبدالملك الحوثي هو سليل رسول الله عليه افضل الصلاة السلام والامين الاول للمسيرة القرانيه وعليهم أتباعه وعدم التشكيك بأي أمر وذلك يعتبر مخالف للقانون والاحكام في ضل سلطته اليمنيه .
ويفجر المتحدث الرسمي لكتائب القسام التابعه لحركه حماس مفهوم الاعلام الحربي الحديث وطريقة جديده تجعل من العالم يخلد المقاومه الفلسطينية ويحب شخصيه خفيه لا يعلم من هيا فهو ملتم ولا يعلم أحد إسمه غير الاسم الحركي ابو عبيده الملتم ، أبهر العالم والإعلاميين وابهر اكبر المحللين العسكريين بتلك اللغه العجيبه السلسه التي تحمل عمق النضال وصدق النوايا ، ابو عبيده شخصيه جعلت من كل الناطقين الرسميين للحروب السابقه اقزام و جهله, جعل منهم أضحوكة من خلال استراق قلوب العالم بحر فكره وتواضع حروفه الناطقه ، يجب علينا أن نستفيد من هذه التجربه وعدم الانجرار مستقبلاً لمن هم اقل خبره وعلم وصدق من ابو عبيده ، ذلك الرجل الذي جعل العالم كاملاً يتحدث عن القران الكريمه واصبح الغرب يسارع لشراء واقتناء كتاب الله الكريم الذي ضل حبيس ايادي المسلمين طيلة 1445 عام ولم يبحث عنه الغرب او النصارى لقرات محتواه .
كلما انتهت معركه بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية خرج أبو عبيده بخطاب وسرده للأحداث دون التعالي او الاحباط ودون شتم او قذف العدوان ، استطاع من كسب الشارع الغربي اكثر من العرب أنفسهم ، بالأمس شاهدت خطاب متلفز لابو عبيده مترجم دوبلاج باللغه الروسيه ونحن نعلم كم عدد البشر الناطقين باللغه الروسيه ، وسابقا عرضت قنوات اجنبيه ذلك البطل الفلسطيني بلغات مختلفه تم ترجمة كل حرف نطق فيه اثناء ظهوره في الخطابات السابقه واستطاعت بعض الفضائيات تحقيق نسبة مشاهده كبيره في دول الغرب بعد أن قامت بنشر خطابات و كلمات الخاصه بالملتم للمشاهدين المعجبين بتلك الشخصيه .
يمثل أبو عبيدة بالإضافة لكونه ناطقًا رسميًا باسمِ الكتائب شريان الحرب النفسية التي تشنّها حماس ضد إسرائيل، كما أنّ لخرجاته على قلّتها تأثيرٌ كبيرٌ في الوسطينِ الفلسطيني والإسرائيلي وعادةً ما تحظى بتغطية إعلامية كبيرة. زادت شهرة الملثم في يونيو/ من عام 2020 حينما قررت إسرائيل ضمّ الضفة والأغوار فخرجَ في مقابله مرئية مسجَّلة تزامنا مع ذكرى عملية الوهم المتبدد ليُؤكّد أنّ «المقاومة ستجعلُ العدو يعضّ أصابع الندم على هذا القرار الآثم بإذن الله ، واصفًا الخطط الإسرائيلية بأنها «إعلان حرب». خلال معركة سيف القدس.
و في مايو 2021 بات ذكر اسم أبو عبيدة في وسائل الإعلام إيذانا بوقوع حدث ما كبير، لا سيما على صعيد تحقيق إنجاز عسكري للمقاومة، ويرى عددٌ من المحللين والمهتمّين بالشأن الفلسطيني/الإسرائيلي أن خطابات أبو عبيدة وبياناته ذات مصداقيّة وموثوقية عالية خاصة وأنه يُعلن عن الخسائر في صفوفِ القوات الإسرائيلية وفي صفوفِ فصائل المقاومة على حدٍ سواء دون تفخيم في طرف أو تقليل في الطرف الثاني، بل إنّ المراسلة العسكرية الإسرائيلية غيلي كوهين أعلنت أن الجمهور الإسرائيلي يثقُ بتصريحات الناطق باسمِ القسام أكثر من الناطقين الرسميين الإسرائيليين.
لقد غير الناطق الرسمي للمقاومه الفلسطينية علم الخطاب وإيصال الأفكار وطريقة بناء الثقه بين المستمعين والمتحدث ، استطاع من جعل العالم كاملاً من خانة الثقه المتبادله وكانت اليهود في الداخل والخارج من إسرائيل يعتمدون على تلك الإحصائيات والخسائر ويتم أيضا رفع تلك التقارير اخباريا في صحفهم وقنواتهم الاعلاميه ولا يثقون بالاعلام الصديق لاسرائيل ،
